القناة من الدار البيضاء
قال الصحفي المغربي، يونس دافقير، تعليقا على بلاغ الديوان الملكي، الذي أخرس عبد الإله بنكيران وإخوانه في حب العدالة والتنمية، إن بنكيران يتلقى اليوم أول جواب رسمي من الملك أمير المؤمنين، على اللعبة الدينية في ملعب إمارة المؤمنين بعدما لفظه جمهور المواطنين.
وأَضاف الصحفي المغربي، في تدوينة مطولة على حسابه بالفايسبوك أن ’’ استعادة البكارة الايديولوجية في الساحة الفلسطينية هي الشغل الشاغل لبنكيران في سباق المسافات الطويلة نحو استعادة شعبيته، ذلك حقه وتلك وظيفته كفاعل سياسي، غير أن ذلك لا ينبغي أن يكون بانتهازية تعبث بمجال حساس محفوظ للملك.’’
مؤكدا أنه ’’كان متوقعا ان يصدم عبد الإله بنكيران نفسه بالمجالات المحفوظة للملك وأمير المؤمنين، كانت مسألة توقيت فحسب، السرعة التي انطلق بها في الحقل الديني منذ انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، جعلته يستعيد الدين كبضاعة سياسية وايديولوحية.’’
مشددا على أن ’’البيجيدي ومعه باقي الاسلاميين يعتبرون القضية الفلسطينية قضية دينية، وأنهم حراس القدس، بينما فلسطين صراع تاريخي دنيوي سياسي. ثم إن الديبلوماسية ليست مسألة أحكام شرعية في الحلال والحرام، بل نضال شرعي من أجل قضية مشروعة. ولذلك يذكر الديوان الملكي البيجيدي بالقاعدة الذهبية: المغرب يحدد مواقفه الديبلوماسية وفق ثوابثه الوطنية ومصالحه العليا لا غير.’’
وقال :’’نناقش الاحزاب السياسية والأكاديميون والإعلاميون … ديبلوماسية الملك محمد السادس، لكن لا أحد من هؤلاء يقيس الفعل الديبلوماسي ب “الشرع” والحلال والحرام، بلاغ البيجيدي فعل ذلك لما جعل الديبلوماسية المغربية في تعارض حاد مع الدين. مضيفا ’’لذلك نفهم أن يذهب الديوان الملكي إلى استدعاء “أمير المؤمنين” في الرد على المزايدة الإسلاموية لإخوان عبد الإله بنكيران، الشرعيات الدينية محسومة هنا.’’
مؤكدا في ذات السياق أننا ’’نفهم أيضا أن يذهب إلى التأكيد على أن الديبلوماسية اختصاص حصري للملك رئيس الدولة. ولما ربط البيجيدي الديبلوماسية ب”الشرع” لم تعد نقاشا بين بوريطة وبنكيران، بل تطاولا على أمير المؤمنين “حامي الملة والدين”.
مبرزا أن ’’الديوان الملكي يذكر البيجيدي بالقاعدة الذهبية: المغرب يحدد مواقفه الديبلوماسية وفق ثوابثه الوطنية ومصالحه العليا لا غير. ولاشيء يمكن أن يحدث بعيدا عن قضية الصحراء، وقضية فلسطين.’’
وأوضح الصحفي المغربي أنه ’’منذ نهاية 2020 يعاني البيجيدي من عقدة التطبيع، لقد كان الحزب الذي يقود الحكومة، في شخص أمينه العام هو من وقع اتفاق استئناف العلاقات مع إسرائيل. ومنذ صعود بنكيران يحاول الحزب تبرئة ذمته من “العار” الذي لحقه أمام قواعده وعائلته الايديولوجية.’’
مسترسلا:’’استعادة البكارة الايديولوجية في الساحة الفلسطينية هي الشغل الشاغل لبنكيران في سباق المسافات الطويلة نحو استعادة شعبيته، ذلك حقه وتلك وظيفته كفاعل سياسي، غير أن ذلك لا ينبغي أن يكون بانتهازية تعبث بمجال حساس محفوظ للملك.’’
وأردف قائلا: “الابتزاز” ، ” الأجندة الحزبية” …تعابير واضحة وصريحة بها يعيد بلاغ الديوان الملكي بلاغ الأمانة العامة إلى معتركه السياسي الحقيقي : الملعب الحزبي، والديبلوماسية مجال لا يسمح فيه باللعب السياسوي الصغير، هناك تنتهي اللعبة السياسية ليبدأ سمو القواعد السيادية.’’
’’وواقعيا لا يملك بنكيران مشروعا سياسيا لاستعادة بيجيدي ما قبل شتنبر 2021، هو نفسه صرح بذلك في أول كلمة عقب انتخابه أمينا عاما، ومع توالي الأسابيع بدأ يعرض مشروعا للتربية الدينية والعودة إلى المرجعية الاسلامية، برنامجه “آية استوقفتني” دليل على عودة الفقيه فيه.’’ حسب تدوينة يونس دافقير.
وختم الصحفي المغربي تدوينته بالقول ’’تكفي إطلالة على موقع الحزب على الأنترنت لملاحظة حالة “الطوارئ الدينية” التي يعيشها زمن بنكيران، الرجل يريد نقل معركة خساراته إلى ملعب الدين إمارة المؤمنين بعدما لفظه جمهور المواطنين. ومنذ أن بدأ هذه اللعبة، اليوم يتلقى بنكيران أول جواب رسمي من الملك أمير المؤمنين.’’