القناة – وكالات
لم يتردد الملك المغربي الراحل، محمد الخامس، في قبول دعوة تلقها من الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور لزيارة الولايات المتحدة الأميركية عام 1957، أي عاما فقط على استقلال المغرب عن فرنسا.
وبعد ترتيبات مع السفارة الأميركية بالرباط، سافر الملك الراحل إلى الولايات المتحدة في الفترة الممتدة من 25 و28 نوفمبر في ذلك العام، وزار خلالها ولايات فرجينيا ونيويورك وتكساس ونيبراسكا وكاليفورنيا، بحسب منشور لمكتب المؤرخ التابع للخارجية الأميركية.
كانت تلك الزيارة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للعاهل المغربي، الحاصل لتوه على الاستقلال والمتعطش لإقامة علاقات متينة مع دول العالم لا سيما الولايات المتحدة التي تعد تجمعها بالمغرب علاقات دبلوماسية تعود لقرون.
لم تتناول الصحافة الدولية حينها خبر الزيارة الملكية إلى أميركا بقدر ما تابعت زيارة خاطفة حملت العاهل المغربي إلى “عالم ديزني لاند”.
الملك محمد الخامس مع والت ديزني في عام 1957. أثناء زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية . pic.twitter.com/NDFBkQAi2W
— DRISS TACHALTE (@idrissToumi2) May 5, 2022
شكلت تلك الزيارة حدثا بارزا لتزامنها مع مرور عامين على افتتاح المنتجع الترفيهي في ولاية كاليفورنيا، أي قبل نحو 16 عاما من افتتاح “ديزني لاند” الشهير بولاية فلوريدا.
حل العاهل المغربي بالمنتجع الشهير رفقة ابنته لالة أمينة مرتديا الجلباب المغربي وطربوشه المعتاد، ووجد في استقباله والت ديزني، الذي رافقه في زيارة إلى مختلف أرجاء المنتجع وقدم له توضيحات بخصوص عالمه المدهش.
ظهر محمد الخامس في سلسلة صور نشرتها الصحافة الأميركية مبتهجا ومبتسما طيلة تلك الجولة، وظهرت الأميرة الصغيرة مستمتعة تسير إلى جانب والدها وتحمل كيس رقائق بطاطس.
كان الملك المغربي أول “شخصية مرموقة ورجل دولة” يزور هذا العالم المدهش، بحسب مقال نشره موقع disneydining الشهير بمتابعة أخبار “ديزني لاند”.
أُعجب العاهل المغربي بالمنتجع وقرر في اليوم الموالي لتلك الزيارة، أن يتخلص من البروتوكول وأن يتوجه رفقة ابنته إلى “ديزني لاند”، متخفيا، كما جاء في كتاب “المملكة السحرية: والت ديزني وطريقة الحياة الأميركية”، لكاتبه ستيفن واتس.
في السياق نفسه، نشرت السفارة الأميركية بالمغرب مقتطفا من تلك الزيارة على صفحتها الرسمية على فيسبوك عام 2021، وكتبت “يقال إن الملك كان مفتوناً بالحديقة لدرجة أنه خرج متسللاً في جولة سرية في اليوم التالي (حيث أخبر مدير مدينة الملاهي أنه لا يريد الأمن، ولا المصورين، ولا خدمات خاصة) – ولكن من خلال ابتسامة لالة أمينة المبتهجة، فإننا نعتقد أنها قد تكون السبب وراء العودة لزيارة سرّيّة مدينة الملاهي”.
وإلى جانب الترفيه، كان لتلك الزيارة وقع سياسي أيضا، كما يوضح الصحافي المغربي يونس جنوحي، كاتبا “الزيارة الملكية إلى أشهر مقر ترفيه في العالم تم استثمارها سياسيا، إذ إن الملك الراحل محمد الخامس ظهر بإخراج أميركي صديقا للأمريكيين، وهو ما كان يعني سياسيا أن اتفاقيات سوف تبرم بين الولايات المتحدة والمغرب، وأيضا، كان يعني أن ملف القواعد الأمريكية في المغرب سوف يُحل بشكل ودي”.
كما كانت الزيارة فرصة أيضا للأميركيين للتعرف على المغرب، خصوصا وأنه البلد الأول في العالم الذي اعترف باستقلال الولايات المتحدة، “كانت الزيارة الأولى للملك محمد الخامس إلى أميركا، فرصة لآلاف الأميركيين لكي يتعرفوا على المغرب. فعندما طالعوا صوره بالجلباب المغربي وهو يتمشى مع والت ديزني، الذي أبدى بالمناسبة تقديرا كبيرا جدا للملك الراحل، قرروا رأسا أن يتوجهوا إلى المغرب لاستكشاف هذا البلد الذي حصل لتوه على الاستقلال”، يضيف جنوحي في مقال نشر بصحيفة “الأخبار” المغربية.