القناة – يونس مزيه
أقدمت جهات محسوبة على الدولة الفرنسية، على خطوة استفزازية، تجاه الوحدة الترابية للمملكة، بعد استقبال ممثلين عن الجبهة الانفصالية، داخل البرلمان الفرنسي، لتنضاف إلى “الأزمة الصامتة” الغير المعلنة بين الرباط وباريس.
ويأتي هذا في سياق، أكد فيه الملك محمد السادس، أنه على الدول الصديقة والشركاء التقليديين، أن يعلنوا عن موقف صريح حول الوحدة الترابية للملكة، حيث وضعت “الصحراء المغربية” على رأس الشروط لبناء أي شراكة أو تعاون مع أي جهة كيفما كانت.
وعمدت باريس في وقت سابق، تخفيض عدد التأشيرات المخصصة للمغاربة، بنسبة 50 في المئة، كما هو الشأن للجزائر وتونس بـ30 في المئة، قبل أن تخفض العقوبة على مواطني الدولتين، بعد التقارب الجزائري الفرنسي، خاصة بعد زيارة ماكرون للجزائر خلال الأسابيع الماضية، ليأتي في سياق رفع فيه الحضر على التأشيرات التونسية، مباشرة بعد استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد، لزعيم البوليساريو “ابرهيم غالي” في القمة الافريقية اليابانية.
وحسب متابعين، فإن التحركات التي تقوم بها الديبلومساية الفرنسية، ممثلة في الرئيس الذي قام بزيارة الجزائر في ظل الأزمة المغربية الجزائرية، والابقاء على العقوبات المفروضة على المغرب فيما يخص التأشيرات، بالإضافة إلى غياب موقف واضح حول “مغربية الصحراء”، تبقى كلها مؤشرات تبرز المستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين.
وأوضح المصدر ذاته، أن السماح بالاستقبال الشبه رسمي الذي خصص لمحسوبين على “مرتزقة” البوليساريو في البرلمان الفرنسي، هي النقطة التي أفاضت الكأس وأظهرت بالملموس، وجود أزمة “صامتة” بين الرباط وباريس”.
وفي سياق متصل، قال، ادريس قسيم، الباحث في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، تعليقا على ما يتم تداوله على الصحافة المغربية والفرنسية، حول وجود أزمة صامتة بين الرباط وباريس:”أولا لابد أن أشير إلى أن استقبال ممثلين عن جبهة البوليساريو داخل البرلمان الفرنسي جاء بمبادرة فردية من طرف نائب عن الحزب الشيوعي الفرنسي”.
وأكد الباحث في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، في حديثه للقناة أن “الأمر لا يتعلق بموقف للمؤسسة البرلمانية الفرنسية بقدر ما هو خطوة استفزازية تنضاف إلى خطوات وإجراءات أخرى اتخذتها فرنسا في الآونة الأخيرة ضد المغرب، أبرزها التضييق على طلبات التأشيرات للمغاربة الراغبين في السفر نحو فرنسا، وتردد الرئاسة الفرنسية الحالية –على عكس سابقاتها- في التعبير عن موقف مؤيد للمبادرة المغربية بشأن الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية”.
مبرزا في ذات السياق، أن هذا الاستقبال وإن بدا “طبيعيا” بالنظر للمواقف السياسية للحزب الشيوعي الفرنسي المعادية للمغرب باستمرار، إلا أن توقيته ومكانه وطريقته (رفع علم البوليساريو) تؤكد أن مساحة وهامش الازمة بين البلدين يتسع ويتمدد ليصل إلى هذا المستوى، وتستغله وتوظفه أطراف متعددة تلتقي مصالحها في معاداة المغرب”.
وقال قسيم لـالقناة:”يبدو “المزاج” السياسي الفرنسي في الآونة الأخيرة متقلبا ومنشغلا بالتفكير في حلول لأزمة طاقية غير مسبوقة قد تواجهها فرنسا الشتاء المقبل كما الدول الأوربية بسبب قطع إمدادات الغاز الروسي، وهو ما يجعل “الفرنسي” يطلب ود الجزائر أحد أكبر مصدري الغاز في العالم، والتي تجد تستجدي بدورها مثل هذه المواقف و”الحركات”، صغر شأنها أو كبر ما دام فيها إزعاج للمغرب، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء.