ظهر على قناة "الميادين" المقربة من إيران.. أمكراز يثير غضب مغاربة ومطالب بإعفائه -القناة

ظهر على قناة “الميادين” المقربة من إيران.. أمكراز يثير غضب مغاربة ومطالب بإعفائه

2020-12-14 : 14:00

القناة ـ محمد أيت بو

خلفت مداخلة الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، ووزير الشغل والإدماج المهني، محمد أمكراز، على قناة “الميادين” المقربة من إيران وحزب الله اللبناني حول اعتراف أمريكا بمغربية والصحراء واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب غضب المغاربة.

أمكراز خلال مروره التلفزي، قال إن “لما نعبر نحن في الشبيبة عن موقفنا المبدئي، والواضح الذي ليس عليه غبار في موضوع التطبيع وفي باقي المواضيع الأخرى المتعلقة بالقضية الفلسطينية، فنحن نعبر عن موقف الشبيبة التاريخي وموقف جميع المغاربة”.

إقرأ أيضا: قناة “الميادين” المقربة من إيران وحزب الله تبصم على خبطة إعلامية مستفزة ضد الوحدة الترابية

العبارة الأخيرة، من تصريح أمكراز، خلفت استياء كبيراً لدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إذ شددوا على أن المسؤول الحزبي والحكومي لا يعبر بالضرورة عن موقفهم، رافضين أن يتحدث باسمهم وباسم جميع المغاربة.

أمر غير مقبول

عزيز إدامين، الباحث في القانون الدولي، والناشط الحقوقي، قال في هذا السياق، إن “من حق أي شخص أو هيئة تعبر عن موقف معين حول قضية ما، وذلك بشرط كل من موقعه” مضيفاً “قد أتقبل ازدواجية المواقف بين الحركة والحزب (حركة التوحيد والإصلاح، وحزب العدالة والتنمية)، قد أتقبل توزيع الادوار بين حزب العدالة والتنمية وتنظيماته الشبيبة والطلابية”.

واستدرك إدامين “ولكن أن تكون عضوا في الحكومة، وتزيل قبعتها وتقدم تصريحات ضد الحكومة باسم الحزب أو الشبيبة … فهو أمر غير مقبول نهائيا ويستوجب الاقالة أو إذا “حشم” المعني بالامر وعندو وجه أن يقدم استقالته”.

وأكد إدامين في تدوينة على الفيسبوك “الدستور أعطى للوزير امكانات قانونية كثيرة ليعبر عن مواقفه، داخل المجلس الحكومي، داخل المجلس الوزاري أيضا … وأعطاه أهم امكان قانوني هو الاستقالة، حتى يكون منسجما بين قناعاته وتوجهات الحكومة”، قبل أن يختم “بالفعل إنه أعجوبة زمانه”، على حد قوله.

صفة رئيس الشبيبة لا تشفع لك

الحسين يازي، الصحافي، دخل بدوره على الخط، مخاطباً الوزير أمكراز بقوله: “السيد وزير الشغل بالحكومة المغربية محمد أمكراز، بما أنك وما دمت وزيرا في الحكومة عليك أن تضع رجليك حيثما يضعهما ولي الأمر رئيس الدولة، حين يتعلق الأمر بالقرارات الاستراتيجية للبلد”.

وتابع “حتى صفة رئيس شبيبة العدالة والتنمية لا تكفي (ولا تشفع لك) للخوض في الأمور الاستراتيجية لبلدك، وأين؟ في قناة تابعة لبلد معاد للمغرب”.

وأكد المتحدث ذاته، أن “المفروض أن تنطق شبيبة العدالة والتنمية بمواقف حزبها وتنضبط للقرارات العلنية لهياكله، وفاش كتكونوا بيناتكم أنتم أحرار في جدالكم وفي صراعكم”.

وخلص المصدر عينه أنه “مضى زمن كان فيه حزب العدالة والتنمية يضع رجلا في ساحة 20 فبراير والرجل الأخرى في الساحة السياسية الدستورية، وكانت كل الظروف مواتية ليمر حزبكم إلى واجهة تسيير شؤون البلاد”.

قدم إستقالتك

ومن جهته قال المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، عمر الشرقاوي، معلقا على مداخلة أمكراز، “خويا الوزير الأعجوبة اللي هارب سنين من cnss، أنت لا تعبر عن كل المغاربة وحاشى مثلك أنت يعبر عني”.

وأضاف في تدوينة على حسابه على الفايس بوك، “وإذا لم يعجبك ما حققه المغرب من اعتراف، فأقل شيء قدم استقالتك من الحكومة التي يوجد فيها وزير مثل بوريطة يعمل ليل نهار”.

لعنة الخلط بين الديني والسياسي

بدوره، قال الصحافي والناشط الحقوقي، لحسن أوسيموح إن “لعنة الخلط بين الديني والسياسي تلاحق حزب العدالة والتنمية”.

وأردف “أليس من المنطقي لوزير الحزب إبداء واجب التحفظ (كرجل دولة زعما)، أو تقديم الاستقالة إذا لم تعجبه سياسة الدولة الخارجية، وحتى الحزب الذي ينتمي إليه يمكنه مغادرة الحكومة إذا كان ينازع رئيس الدولة أمير المؤمنين حامي الملة والدين في اختصاصاته السيادية والحصرية”.

البيجيدي صار عبئاً على الحكومة

يونس دافقير، الصحافي والمحلل السياسي، كتب بدوره “من وجهة نظر دولية، حزب العدالة والتنمية صار عبئا على حكومة المملكة المغربية”.

وأكد أن “الكثير من هذه الحوادث سنعيشها مع وزراء الحزب إن كانوا في حكومة 2021 التي تنتظرها أجندة دولية حساسة وحافلة.”

وقال إنه “طيلة سنوات مضت، وفر المغرب الحماية لإسلامييه في بيئة دولية معادية لهم ويعرفونها جيدا، ودفع ثمنا لهذه الحماية، والآن عليهم رد هذا الجميل و حماية المغرب بأن لا يكونوا ضد مصالحه وفي صفوف خصومه”.

حربائية الخطاب والممارسة

وتساءل حميد عبقري، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية “كيف تكون لوزير في حكومة المملكة المغربية قنوات اتصال مع قناة تلفزيونية ممولة من إيران”.

وأضاف “كيف لوزير في حكومة المملكة المغربية أن يعلق على بلاغ الديوان الملكي ويقول بالحرف “…الموضوع كان واضحا في البلاغ الملكي، صحيح أنه كان مفاجئا لجميع المناضلين ولجميع المغاربة”.

وشدد عبقري على أنه “لا يمكن في كل الدول الديمقراطية في العالم أن يصرح وزير لقناة عدو ويعاكس دبلوماسية واختيارات بلده ولا يمكن البتة أن نقبل حربائية الخطاب والممارسة من أي كان”.

وأكد الباحث ذاته أنه “على الأحزاب السياسية المغربية أن تعطي موقفا واضحا من الخرجة الإعلامية لوزير التشغيل وعليها أن تقاطعه في جلسات البرلمان قبل إقالته من الحكومة واذاك يتخذ المواقف ويصرح ويتفتق ويتلعثم كما يريد”.