القناة ـ محسن أبناو
أبدع الداعية الإسلامي المثير للجدل، ياسين العمري، خلال الأسبوع المنصرم مفهوماً جديداً في العلوم الحقة، بعد دعوته إلى تدريس المغاربة ما أطلق عليه بـ”الفيزياء المسلمة”، الأمر الذي أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
العمري خلال مروره في ’بودكاست’ على منصة “يوتيوب”، انتقد المقررات الدراسية التي يتم تدريسها للمغاربة، لافتقادها حسب زعمه لـ”المرجعية الإسلامية”، مشيراً إلى أنه “فاش ندخل عند الأستاذ ديال الفيزيك، خاصو اقريني “فزيك مسلمة”، إن صح التعبير، يعني بخلفية ديال واحد مسلم، ومثلا تقول لي شي ظاهرة فيزيائية قوليا سبحان الله”.
تصريحات الداعية ياسين العمري، أثارت الكثير من ردود الفعل، بين من اعتبر مادة الفيزياء مادة علمية تجريبية تعتمد على المنهجية العلمية، وبين من اعتبر أن خرجة العمري أسيء فهمها وتأويلها.
مولاي ابراهيم السدرة، عميد كلية العلوم و التقنيات بمدينة الرشيدية، رد على الداعية ياسين العمري الداعي إلى “أسلمة الفيزياء”، قائلا: “يا استاذ انت عاقل لدرجة أن مثل هذا الكلام لايليق بانسان يفهم ما يقول. مثل هذه الخرجات لا تزيد إلا من منسوب الجهل والسطحية”.
وأضاف المتحدث ذاته، أن “جهابدة علماء كبار في تخصصات مختلفة يشتغلون بالمعرفة وللمعرفة التي تنفع الجميع ولم نسمع عن أحد منهم يوما مثل هذه الخرجات المؤسفة حقيقة. فهل سمع أحد عن الفيزياء اليهودية أو الرياضيات المسيحية مثلا…”.
وتابع مولاي ابراهيم السدرة، في تعقيبه على العمري: “لنترك أجيالنا تكبر بهدوء وسكينة مفتخرة بهويتها الغنية والصلبة ومستشرفة للمستقبل بالمعرفة”.
من جانبه المدون المختص في تبسيط العلوم، نجيب المختاري، قال إن “الفيزياء هدفها تفسير الكون كما هو. شكر نعم الله وحمده كيتدار فحصة التربية والتهذيب الإسلامي اللي العائلات المسلمة يقدرو يختارو يقيدو ولادهوم فيها تماما كما أن المغاربة اليهود كيقيدو ولادوم باش يشكرو إيلوهيم ويحمدوه على نعمه”.
واستدرك أن “حصة الفيزياء فهي تصف الكون اللي هو نفسه للسني والشيعي والاباضي والقراني واليهودي والبوذي والمسيحي والجايني والشينتو واللاديني واللي ما مسوقش للاديان المنظمة”.
وقال المختاري: “درجة حرارة غليان الماء وقطر مجرة درب التبانة لا تأبه لمواقفك ولا لمواقفي الفلسفية ولا لميولي الموسيقية او الأدبية او الروحية. بل هي نفسها للجميع”.
وأكد المتحدث ذاته، أن “إقحام الدين فالعلوم التجريبية إساءة له. الدين مبني على الإيمان الحميمي دون الحاجة لأدلة ملموسة والعلم مبني على التشكيك وأنك ما تيق الحاجة حتى تشوفها أو ترصدها”، مبرزا أن “العلم هو نفسه للجميع مهما كان أصلك أو لون بشرتك أو الإله الذي تناجيه ليلا في صلواتك وتجاربك الروحية الشخصية”.
يذكر أنه، ليست المرة الأولى التي يثير فيها الداعية ياسين العمري الجدل بسبب تصريحاته، إذ سبق في رمضان المنصرم، أن انتقد قصة مسلسل “لمكتوب” التي تحكي عن حياة “الشيخات”.