القناة ـ محمد أيت بو
وصف أحمد عصيد، الباحث الحقوقي والناشط الأمازيغي، سرقة النظام الجزائري للتراث المغربي بـ”السرقة الموصوفة في حالة تلبس”، بل مثيرة وغريبة في بعض المرات.
في هذا الإطار، استحضر عصيد في برنامج “خدم عقلك معايا” على قناته الرسمية بـ”اليوتيوب”، بعض الوقائع التي عاين فيها هذا النوع من السرقة الموصوفة، بقوله: “أنا شخصيا صدمت حين شاهدت سيدة في قناة جزائرية تنسب شجرة الأركان إلى منطقة تندوف، في حين أن العالم بأكمله يعرف أن شجرة الأركان تتواجد فقط في المغرب”.
الأمر، حسب الناشط الحقوقي، بلغ حد نسب أنماط غنائية وفنية مغربية إلى الجزائر، وذلك في أحد التقارير الإعلامية، حيث اعتبرها “فناً جزائرياً أصيلاً، مع إعداد ربورطاج حول مجموعة من الشباب وهم يؤدون أغاني مجموعة ناس الغيوان، والكل يعرف أن هذه المجموعة مغربية أصيلة ومدرسة تاريخية”.
وبشأن تصاميم “الزليج” التي أثارت الجدل مؤخرا، أكد أحمد عصيد، أنه “رمز مغربي، واستخدمه المغرب في عدد من اللقاءات الدولية، وكذلك على المستوى الداخلي حتى في الهندسة المعمارية للمباني وللمؤسسات المغربية”.
واعتبر المتحدث ذاته، أن كل هذه السلوكات من طرف الجانب الجزائري “بمثابة انتحال شخصية ثقافية مغربية، وسرقة للرموز الحضارية للمملكة، الأمر الذي يجب أن يتوقف”، مضيفاً أنه “من حق المؤسسات المغربية أن تلجأ إلى المساطر القضائية على المستوى الدولي”.
هل الجزائر لا تتوفر على إرث ثقافي وتاريخي؟، في هذا الصدد، قال أحمد عصيد: “إنني لا أتفق مع هذا الطرح، لأن هناك أمور جزائرية عريقة جداً، ولكن القيادة العسكرية للجزائر لا تريدها بسبب إيديولوجي محض”.
وأضاف المتحدث ذاته، أن “هناك مماليك أمازيغية عظيمة، كانت مستقرة في الجزائر، كمملكة نوميديا وعدد من الشخصيات التاريخية، التي من حق الشعب الجزائري الافتخار بها”، مضيفاً أنه “لا يتم توظيفها في الرموز الثقافية، لأن من يحكمون الجزائر كانوا في فترة تاريخية يحملون إيديولوجية قومية عربية متطرفة، قبل أن ينغمسوا في فكر الإسلام السياسي”.
وأكد الباحث ذاته، أن “هذه الإيديولوجيات الشرقانية (قادمة من الشرق)، تغيب الذات الحضارية للبلد، وتجعلك نسخة باهثة لأشخاص آخرين”.