القناة – هدى المنصوري
استنكر عدد من المغاربة، الجريمة البشعة، التي قام بها 3 متطرفين موالين لتنظيم “داعش الإرهابي”، والتي كان ضحيتها شرطي أثناء مزاولته لمهامه، مشيدين بمجهودات الأجهزة الأمنية.
وندد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعية، بهذه الأساليب تنتهجها الجماعات الإرهابية، باسم الدين الإسلامي، مبرزين أن هذا الأخير بريء منها، كما طالبوا بالتشدد مع الفكر المتطرف ومحاربته.
وأبرز نشطاء، أنه بالإضافة إلى مجهودات السلطات الأمنية، يجب معالجة الظروف الأساسية التي تدفع الأفراد إلى التطرف والانضمام إلى الجماعات المتطرفة العنيفة، وتفعيل أدوار المجتمع المدني كالمدارس والأسرة والإعلام.
بالإضافة إلى القيام بالحملات التوعوية الوقائية المستمرة للأسر والأبناء، حتى لا يقعوا ضحايا الجماعات المتطرفة التي تعمل على استقطاب وتجنيد الشباب في خلاياها الإرهابية، إلى جانب التعريف بالقوانين المتعلقة بجرائم الإرهاب والتطرف الديني لتكون رادعًا لأولئك الذين ينجرون وراء هذه الجماعات.
وعلق مدون: “للحل الوحيد يوجد في يد المجتمع المدني، يجب نبذ المتطرفين من جميع الطوائف ومحاصرتهم اجتماعيا وثقافيا وسياسيا، الإرهابي لا يمكنه محاربة الإرهاب والعنصري لا يمكنه محاربة العنصرية، فقط الناس الطيبين، المسالمين، المتسامحين، الديموقراطيين المؤمنين بقيم التعايش وحقوق الإنسان وحدهم من يمكنهم ذلك، الإرهاب لا دين له ولكن الإرهابي له دين، دين يدعوا إلى القتل والدمار ورفض الاختلاف والكره والسوداوية وهذا ما يجب أن نحارب”.
كما نوه نشطاء، بمجهودات السلطات الأمنية، التي تعمل دائما على الحد من العمليات الإرهابية، وقال أحدهم: “برافو ألف تحية على المجهودات المبذولة من طرف المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني.”
وتمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء بتنسيق وثيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف 3 متطرفين موالين لتنظيم “داعش الإرهابي”، في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب جريمة القتل العمد في إطار مشروع إرهابي، والتي كان ضحيتها شرطي أثناء مزاولته لمهامه.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، توصلت “القناة” بنسخة منه، أن العمليات الأمنية التي باشرتها فرق الجهوية للتدخلات بتأطير من ضباط الشرطة القضائية المكلفين بالبحث، عن توقيف المشتبه فيهما الرئيسيين في عمليات متزامنة بكل من مدينة الدار البيضاء وبمنطقة “سيدي حرازم” ضواحي مدينة فاس، قبل أن يتم توقيف المشتبه فيه الثالث في عملية لاحقة بمدينة الدار البيضاء .
وتشير المعلومات الأولية للبحث، يضيف المصدر نفسه، إلى أن المشتبه فيهم أعلنوا مؤخرا “الولاء” للأمير المزعوم للتنظيم الإرهابي “داعش”، وصمموا العزم على الانخراط في مشروع إرهابي محلي بغرض المساس الخطير بالنظام العام، حيث قرروا استهداف أحد موظفي الأمن بغرض تصفيته جسديا والاستيلاء على سلاحه الوظيفي، لغرض ارتكاب جريمة السطو على وكالة بنكية، تم تحديد مكانها مسبقا والاتفاق على طريقة اقتحامها، وذلك بغرض تحصيل العائدات المالية لهذا الفعل الاجرامي.
وأكدت الأبحاث والتحريات المنجزة إلى غاية هذه المرحلة من البحث، أن المشتبه فيهما الأول والثاني هما من تكلفا بالتنفيذ المادي لجريمة القتل العمد والتمثيل بجثة الشرطي الضحية، بعدما تربصا به في مكان اشتغاله بمدارة طرقية في حصة عمله الليلي، وقاما بتعريضه لاعتداءات جسدية بواسطة السلاح الأبيض، قبل أن يعمدا إلى سرقة سيارته الخاصة وسلاحه الوظيفي وإضرام النار في جثته بمنطقة قروية .
ما أوضحت مسارات البحث كذلك أن المشتبه فيهما قاما بالتنسيق مع المشتبه فيه الثالث، والذي يحمل نفس المخططات المتطرفة، وذلك لتغيير معالم الجريمة وطمس الأدلة من خلال إضرام النار عمدا في السيارة الخاصة بالشرطي الضحية.
ومكنت عمليات المسح التقني وإجراءات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضية من حجز الأسلحة البيضاء المستعملة في ارتكاب هذه الجريمة، واسترجاع الأصفاد المهنية والسلاح الوظيفي الخاص بالشرطي الفقيد، والذي تمت تخبئته في مكان آمن بمدينة الدار البيضاء، وذلك تحضيرا لاستخدامه في استكمال مشروعهم الإرهابي.
وجرى الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي عهدت به النيابة العامة المشرفة على البحث إلى المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وذلك لرصد كافة الارتباطات المحتملة لهذا العمل الإرهابي بخلايا وتنظيمات إرهابية دولية، وتشخيص جميع المتورطين المفترضين في المشاركة والمساهمة في تنفيذ هذا الفعل الإجرامي، بالإضافة إلى الكشف عن كافة الخلفيات والملابسات المحيطة بهذه القضية، التي أودت بحياة الشرطي الضحية الذي كان شهيدا للواجب الوطني وهو يسدي خدمات أمنية بالشارع العام.