القناة ـ محمد أيت بو
قال الكاتب الفرنسي هادريان ديسوين ( Hadrien Desuin)، إن الاعترافات الأخيرة بمغربية الصحراء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل، قد أظهرت أن فرنسا يمكن أن تخسر المغرب دون أن تكسب الجزائر، إذا استمرت في موقف متناقض بشأن قضية الصحراء.
وأوضح الكاتب فى مقال له نشرته مجلة “ماريان” الفرنسية، أنه في الآونة الأخيرة أبدت ألمانيا وإسبانيا تأييدهما لمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، قبل أن يجعل الملك محمد السادس، عبر خطاب 20 غشت الماضي، من قضية الصحراء المحور الرئيسي لدبلوماسية المملكة.
ويرى مؤلف كتاب “La France atlantiste” أو فرنسا الأطلسية، أنه سيكون لفرنسا مصلحة في إعادة إطلاق جهودها لصالح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمغرب، إذا أرادت الاعتماد على الرباط لإعادة بسط نفوذها في غرب إفريقيا”، مضيفا أن “بعض الشركاء التقليديين لباريس، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، قد فتحوا قنصليات في الداخلة أو العيون، ومع ذلك، ـ وفق الكاتب ـ فإن المبادلات الاقتصادية الفرنسية المغربية تتجاوز تلك التي تربط فرنسا بالجزائر على الرغم من اعتماد باريس على الغاز.
سياق مغاربي متفجر
من جانب آخر، سلط الكاتب الضوء على السياق المغاربي، الذي وصفه بـ”المتفجر”، معتبرا أن الوضع ليس بالمشرق شرق الجزائر العاصمة، بينما لا يبدو أنه سيكون هناك تقارب بين فرنسا وتونس في ظل رئاسة قيس سعيد الذي ليس له تأثير حقيقي في إفريقيا جنوب الصحراء.
وبخصوص الشأن الليبي، اعتبر الكاتب، أنها ما زالت غارقة في حرب أهلية، ومسألة تقسيمها ستظهر في نهاية المطاف على المدى القصير.
وفي هذا السياق المتفجر في شمال إفريقيا، تلوح في الأفق زيارة رسمية مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في شهر أكتوبر المقبل، وفق تعبيره.
واسترسل المتحدث ذاته، أن “المغرب يواجه جوارا صعبا للغاية مع الجزائر، يحاول فهم تدفقات الحب والكراهية المتبادلة بين باريس والجزائر العاصمة”، مشيرا إلى أنه “بعد ستين سنة على الاستقلال، ظلت جهود فرنسا والمغرب لتطوير جوارهما مع الجزائر عقيمة، متسائلا “لماذا الإصرار على مصالحة مستحيلة؟”.
من جانب آخر، شدد الكاتب، على أن التحديات الأمنية في غرب إفريقيا ملحة وتتطلب استجابة سريعة، قائلا: “للتحايل على التصلب الجزائري في مواجهة فرنسا، يقدم المغرب بديلا إذا كانت فرنسا مستعدة للاعتراف بدورها التاريخي في الصحراء”. بقول الكاتب.