القناة – متابعة
أثار مقطع فيديو لقيادي في تنظيم “البوليساريو” الارهابي تكهنات عن وجود خلافات داخلية قبل مؤتمر الجبهة السنوي، في حين تحدث مراقبون وجود وضع جديدا يتطور داخل “المخيمات”.
وفي التصريح المسجل، يقول ولد سيد البشير، وزير ما يسمى “الجاليات والمناطق الصحراوية” في حكومة تنظيمه الوهمية المعلنة من طرف واحد، إن “جيله هيمن على كل المناصب، وأقصى الشباب الحالي رغم تعلمهم” وحصولهم على الشهادات الدراسية.
ويتابع البشير قوله “سيطرنا كجيل على جميع الوظائف، من أقل منصب مسؤولية إلى أعلى هرم للسلطة”، في إشارة إلى منصب الأمين العام للجبهة.
ويرى الكنتاوي سيد اعمر، الناطق الرسمي باسم منتدى فورساتين ( تجمع داعم للحكم الذاتي من داخل مخيمات تندوف)، إن تصريح القيادي يشير إلى وجود خلافات داخل الجبهة.
ويقول اعمر في تصريح نقله موقع “الحرة” الأمريكي إن كلام البشير “دليل على تفاقم الأمور وعدم القدرة على احتوائها في مجالس الأمانة العامة لجبهة البوليساريو”.
ويقول الكنتاوي سيد اعمر ، الناطق الرسمي باسم منتدى فورساتين لموقع “الحرة” إن “الناس في المخيمات أُغلق أمامها باب المشاركة في تدبير شؤون البوليساريو”.
ويؤكد اعمر أن فيديو البشير أثار نقاشا داخليا في الجبهة، واعتبره البعض رسالة لسكان المخيمات من أجل الاعتراض على ترشح أسماء من القيادة الحالية للأمانة العامة في المؤتمر القادم، والضغط من أجل ترشيح الشباب”.
ووفق اعمر، هناك مؤشرات أخرى على وجود خلافات داخل الجبهة، منها “خروج جانبي لقيادات أخرى للتعبير عن رفضها للواقع. وللتأكيد على وجود خلاف بين القيادة، وآخرها كان مقال للقيادي البشير مصطفى السيد ( أخ مؤسس جبهة البوليساريو )، تحدث في مقال له عن زيارة إبراهيم غالي للنواحي العسكرية.. وعن صوره خلال تلك الجولة .. وقال إنها مجرد نزهة وأخذ سيلفي ليس أكثر .. مشككا في وجود تلك الزيارة”.
وبحسب رأي الإعلامي المغربي، عبد الرحيم التوراني، فإن “جبهة البوليساريو تعيش منذ سنوات ما يمكن وصفه بالتآكل من الداخل، ولولا النظام الجزائري لانتهت الجبهة إلى الزوال”، بحسب تعبيره.
ويرى التوراني في حديثه لموقع “الحرة” أن الأمر يبدو طبيعيا إذ إن الأمد قد طال ولم يتحقق قيام الدولة الموعودة”.
ومن بين أسباب الصراع، بحسب التوارني، الأموال والتصرف فيها والامتيازات، إذ يرى أعضاء البوليساريو كيف يعيش القياديون وعائلاتهم على حساب قضيتهم”.
ويرى الإعلامي المغربي، التوارني، أن الصراع الداخلي في جبهة البوليساريو بدأ منذ مقتل مصطفى السيد الوالي، أحد المؤسسين، في 1976 على الحدود الموريتانية، إضافة إلى تجدد الصراع بعد مرض الأمين السابق محمد عبد العزيز، ولم يكن هناك إجماع حول إبراهيم غالي الذي تجدد، بعد مرضه هو أيضا، الصراع داخل الجبهة.
وإضافة إلى فتح المغرب باب العودة لمن يرغب من قيادات البوليساريو، ضمن مبادرة “الوطن غفور رحيم” التي أطقلها الملك الراحل الحسن الثاني، ورجوع عدد منهم، ساهم أيضا اعتراف الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بمغربية الصحراء، والموقف الإسباني المؤيد لمقترح الحكم الذاتي، في تأجيج الصراعات الداخلية في البوليساريو، وفقا للتوراني.